محتويات
١ كيفيّة صلاة الحاجة
٢ صلاة الحاجة
٣ حُكم صلاة الحاجة
٤ دُعاء صلاة الحاجة
٥ الأوقات المنهي عنها لصلاة الحاجة
٦ صلاة الاستخارة
٧ كيفيّة صلاة الاستخارة
كيفيّة صلاة الحاجة
تتكوّن صلاة الحاجة من ركعتين يقوم العبد بصلاتهما، وبعد الانتهاء من الصّلاة يبدأ العبد بالتضرّع والدّعاء، وطلب الحاجة التي يريدها من الله تعالى، والتي يتمنّى أن يقضيها له، أو يطلب العبد من الله تعالى إزالة الأمر، أو الهمّ، أو المشكلة التي تزعجه، وتسبّب الأرق له. وتعدّ صلاة الحاجة كباقي الصّلوات المفروضة في كيفيّة أدائها وشروط صحّتها؛ فهي تحتاج إلى الوضوء، والطّهارة وستر العورة والتوجه إلى القِبلة، كما تتكون من قراءة الفاتحة وما تيسر من القرآن، والرّكوع، والسّجود، وغيرها من أركان الصّلاة الرئيسيّة.
صلاة الحاجة
صلاة الحاجة هي الصّلاة التي يُأدّيها العبد ليلجأ إلى الله، ويتمّ ذلك عن طريق الدّعاء، والتضرّع، والتوسّل إلى الله تعالى في قضاء أيّ أمر هو بأمسّ الحاجة إليه، أو لتخليصه من أمرٍ ما أو للقضاء على أمرٍ أصابه بالهمّ والحزن.
ويلجأ العبد لصلاة الحاجة باعتبارها وسيلة اتّصالٍ بينه وبين ربّه سبحانه وتعالى؛ فهي مخصّصةٌ لطلب حاجةٍ، أو لقضاء أمرٍ من الله عزّ وجلّ؛ أي إنّ الهدف من الصّلاة والنيّة المكنونة والمرادة منها، هي الطّلب والتضرّع في قضاء ما يتمنّاه العبد من ربّه، على عكس الدّعاء؛ فالدّعاء هو ما يخصّصه العبد من وقتٍ بسيطٍ في أيّ صلاةٍ كانت، كي يتضرّع ويدعو الله فيما يريد.
وردت صلاة الحاجة ووصلت إلينا عن طريق رسولنا الكريم محمّد عليه الصّلاة والسّلام؛ حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم:" من كانت له حاجةٌ إلى اللّه تعالى، أو إلى أحدٍ من بني آدم فليتوضّأ، وليحسن الوضوء، ثمّ ليصلّ ركعتين، ثمّ يثني على اللّه عزّ وجلّ، ويصلّي على النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم، ثمّ ليقل: لا إله إلّا اللّه الحليم الكريم، سبحان اللّه ربّ العرش العظيم، الحمد للّه ربّ العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كلّ برٍّ، والسّلامة من كلّ ذنبٍ، لا تدع لي ذنباً إلّا غفرته، ولا همًاً إلّا فرّجته، ولا حاجةً هي لك رضاً إلّا قضيتها يا أرحم الرّاحمين ".
حُكم صلاة الحاجة
ورد في سنن التّرمذي وابن ماجه وغيرهما، من حديث عبد الله بن أبي أوفى، أنّ النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال:" من كانت له إلى الله حاجة أو إلى أحد من بني آدم، فليتوضّأ وليحسن الوضوء، ثمّ ليصلّ ركعتين، ثمّ ليثن على الله، وليصلّ على النّبي صلّى الله عليه وسلّم، ثمّ ليقل: لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ العرش العظيم، الحمد لله ربّ العالمين، أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كلّ برّ، والسّلامة من كلّ إثم، لا تدع لي ذنباً إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرّجته، ولا حاجةً هي لك رضاً إلا قضيتها، يا أرحم الراحمين "، وزاد ابن ماجه في روايته " ثمّ يسأل الله من أمر الدّنيا والآخرة ما شاء، فإنّه يقدر ". فهذه الصّلاة بهذه الصّورة سمّاها أهل العلم صلاة الحاجة. وقد اختلف أهل العلم في العمل بهذا الحديث بسبب اختلافهم في ثبوته، فمنهم من يرى عدم جواز العمل به، لعدم ثبوته عنده، لأنّ في سنده فائد بن عبد الرحمن الكوفيّ الراويّ، عن عبد الله بن أبي أوفى، وهو متروك عندهم. ومنهم من يرى جواز العمل به لأمرين، الأوّل أنّ له طرقاً وشواهد يتقوّى بها، وفائد عندهم يكتب حديثه، والثّاني أنّه في فضائل الأعمال، وفضائل الأعمال يُعمل فيها بالحديث الضّعيف، إذا اندرج تحت أصل ثابت، ولم يعارض بما هو أصحّ، وهذا الحاصل في هذا الحديث.
دُعاء صلاة الحاجة
ليس لصلاة الحاجة دعاء محدّد، فهناك الكثير من الروايات الواردة في الأدعية منها:
لا إله إلا أنت الحليم الكريم ، لا إله إلا أنت ربّ العرش العظيم ، الحمد لله ربّ العالمين ، اللهم إني أسألك موجبات رحمتك، وعزائم مغفرتك، والغنيمة من كل برّ، والسّلامة من كل إثم، والفوز بالجنّة، والنّجاة من النّار، اللهم لا تدع ذنباً إلا غفرته، ولا همّاً إلا فرّجته، ولا حاجةً من حوائج الدّنيا والآخرة إلا قضيتها، برحمتك يا أرحم الرّاحمين.
اللهمّ إنّا نستعينك، ونستهديك، ونستغفرك، ونؤمن بك، ونتوكّل عليك، ونثني عليك الخير كلّه، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يفجرك، اللهمّ إنّي أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك. وهذا هو جزءٌ من دعاء القنوت، وقال البعض: يجوز ذكر هذا الدعاء عند الوقوف من الرّكوع في الرّكعة الثّانية.
الأوقات المنهي عنها لصلاة الحاجة
ليس هناك وقتٌ محدّد للقيام بصلاة الحاجة، ولكن هناك بعض الأوقات الّتي يُكره فيها أداء هذه الصّلاة، وقد نهى الرّسول عليه الصّلاة والسّلام عن أداء الصّلاة في بعض الأوقات، منها:
الصّلاة من بعد الفجر وحتّى شروق الشّمس؛ حيث يجب الابتعاد عن قيام صلاة الحاجة في هذا الوقت.
الصّلاة عند شروق الشّمس وظهورها تماماً في السّماء ونشر أشعّتها؛ حيث يعدّ هذا الوقت من الأوقات المنهي عن الصّلاة فيها حاجةً لله عزّ وجل.
الصّلاة بعد العصر وحتّى غروب الشّمس؛ فقد نهى الرّسول عليه الصّلاة والسلام عن قيام صلاة الحاجة في هذه الأوقات.
صلاة الاستخارة
جاءت كيفية صلاة الاستخارة مبيّنةً عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقد أخرج البخاريّ، والتّرمذي، وغيرهما، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يعلّمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلّمنا السّورة من القرآن يقول:" إذا همّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثمّ ليقل: اللهم إنّي استخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسالك من فضلك العظيم، فإنّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أنّ هذا الأمر خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وأجله، فاقدره لي، ويسّره لي، ثمّ بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أنّ هذا الأمر شرّ لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عنّي، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثمّ رضني به. قال: ويسمّى حاجته، أي يذكر حاجته عند قوله: اللهم إن كنت تعلم أنّ هذا الأمر.. ".
كيفيّة صلاة الاستخارة
صلاة الاستخارة ركعتان مستقلّتان، يصلّيهما المرء بنيّة الاستخارة، لقوله صلّى الله عليه وسلّم في الحديث: "إذا همّ أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة"، وتجزئ عنهما ركعتان يصلّيهما من النّافلة، كالسّنن، والرّواتب، أو ركعتين من قيام الليل، أو غيرهما، لكن لا تُصلّى هذه الصّلاة في الأوقات المكروهة، والتي هي: بعد صلاة العصر إلى المغرب، وبعد صلاة الصّبح إلى طلوع الشّمس، وقبيل الظّهر مقدار ربع ساعةٍ تقريباً، وهو وقت زوال الشّمس، إلا أن يطرأ على المرء طارئ لا يمكنه معه تأجيل صلاة الاستخارة فيصلّيها، ثمّ بعد صلاة الرّكعتين يدعو بالدّعاء المتقدّم في الحديث، وله أن يدعو به قبل السّلام من الرّكعتين، وله أن يدعو به بعد السّلام، أمّا عن الدّعاء عموماً، فقد قال الله تعالى:" وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ "، غافر/60، وقال تعالى:" ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ "، الأعراف/55، وقال تعالى:" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ "، البقرة/186، وقال تعالى:" أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ "، النّمل/62.